للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

منفرد المهر عن الرعال ... من عظم الهمة لا الملال

قيل إن عضد الدولة كان يتقدم أمام الجيش وحده ولا يكون معه أحد, وكذلك حكي عن نقفور دمستق الروم أنه كان يفعل.

وحدث قوم من الصوفية أنهم كانوا في بلاد فارس, وأنهم أصبحوا يومًا وهم أولو كلالٍ, فناموا في الشمس. قال المحدث عنهم كلامًا معناه أنهم أيقظهم فارس قد وقف عليهم, فسألهم عن حالهم, فأخبروه ثم تلاحق به العسكر وإذا هو عضد الدولة؛ فأمر لهم بشيء من المال فعرضه عليهم الخازن فلم يقبلوه, وكان قد رآهم بسوء حالٍ. قال المحدث: فلما رددنا المال رأيناه وهو يبكي.

وقوله:

ما يتحركن سوى انسلال ... فهن يضربن على التصهال

ما يتحركن يعني الخيل, وهذا الكلام عائد إلى الرعال وهي جمع رعيلٍ, والرعيل من الخيل: جماعة عليها فرسان, وقد يجوز أن تكون لا فوارس عليها إلا أنها في هذا الموضع لها فرسان, وجعلهن لا يتحركن لفط الهيبة, وإذا صهلن ضربن ليمسكن فلا يسمع لهن صهيل, هذا من قول الطائي: [الكامل]

فالمشي همس والنداء إشارة ... خوف انتقامك والحديث سرار

وقوله:

كل عليلٍ فوقها مختال ... يمسك فاه خشية السعال

من مطلع الشمس إلى الزوال

كل عليل يعني مريضًا فوق هذه الخيل, وهو من المختالين الذين تلحقهم (١٧٨/ب) الخيلاء لعظم قدرهم عند نفوسهم؛ يمسك فاه خشية أن يسعل لفرط الهيبة.

وقوله:

فلم يئل ما طار غير آل ... فما عدا فانغل في الأدغال

<<  <   >  >>