وقوله:
ولما تلقاك السحاب بصوبه ... تلقاه أعلى منه كعبًا وأكرم
يقال: فلان أعلى كعبًا من فلان, وأصل ذلك في الآدميين, وأول ما استعمل ذلك في المتصارعين؛ لأن كعب الغالب منهما يكون أعلى من كعب المغلوب, ثم استعمل هذا اللفظ في كون الإنسان أرفع من صاحبه وإن لم يكن ثم صراع. وأنشد أبو زيد: [الطويل]
أبا قطري لا تصارع فإنني ... أرى غيرك الأعلى وإياك أسفلا
أراك إذا صارعت قرنًا سبقته ... إلى الأرض واستسعت للذل أولا
وقوله:
حواليه بحر للتجافيف مائج ... يسير به طود من الخيل أيهم
يقال: جبل أيهم لا يهتدى للطلوع فيه, وأرض يهماء لا يهتدى للسير فيها. والأيهمان لهما تفسيرا؛ يقول أصحاب الرواية: الأيهمان في البادية: السيل والفحل الهائج, وفي الحاضرة: السيل والحريق.
وقوله:
وكل فتى للحرب فوق جبينه ... من الضرب سطر بالأسنة معجم
يقول: الضربة كأنها سطر في الجبين, وكأن آثار الأسنة في هذا السطر نقط فيه من قولهم: عجمت الكتاب إذا نقطته.
وقوله:
يمد يديه في المفاضة ضيغم ... وعينيه من تحت التريكة أرقم
المفاضة: الدرع الواسعة, والتريكة: البيضة من الحديد, وهي التركة أيضًا, وإنما شبهت ببيضة النعام. قال لبيد: (١٨٥/أ) [الرمل]
فخمةً ذفراء ترتى بالعرى ... قردمانيًا وتركًا كالبصل