للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالبطء في السير. يقول: هذا الجمل من ناقةٍ كريمةٍ ليست ورقاء ولا رمكاء. وغرورها: جمع غر, وهو أثر التكسر في جلدها.

وقوله:

صغرت كل كبيرةٍ وكبرت عن ... لكأنه وعددت سن غلام

يقول: إنه صغر كل كبيرة لأن الناس إذا نظروا إلى أفعاله استصغروا ما يفعله غيره.

وقوله: وكبرت عن لكأنه يشبه قوله: [الطويل]

أمط عنك تشبيهي بما وكأنه ... فما أحد فوقي ولا أحد مثلي

أراد أنه يكبر عن التشبيه وأن يقول القائل: كأنه الأسد وكأنه السحاب ونحو ذلك. وأدخل لام الابتداء على كأن, وذلك قليل جدًا, والقياس يمنع منه لأنه الكاف أول كلامٍ. وقولهم: كأن زيدًا عمرو مؤدٍ معنى قولك: كزيدٍ عمرو؛ فجاز دخول اللام على الكاف كما جاز دخولها في قولك: لفلان أفضل من فلانٍ. ثم ختم البيت بقوله: وعددت سن غلام؛ أي إنك شاب مع فعلك هذه الأفعال العظام.

وقوله:

ورفلت في حلل الثناء وإنما ... عدم الثناء نهاية الإعدام

استعار الحلل للثناء, وجعل الممدوح يرفل فيهن؛ وإنما يرفل الإنسان في ثيابه إذا طالت عليه. وسموا حصاة القسم التي يقسم عليها الماء في السفر: رافلةً؛ لأن الماء يغمرها, فكأنها ترفل فيه. وقالوا: رفل بنو فلانٍ فلانًا إذا سودوه؛ يريدون أنهم عظموه فطول ثيابه فهو يرفل فيها. قال ذو الرمة: [الطويل]

إذا نحن رفلنا امرأً ساد قومه ... وإن لم يكن من قبل ذلك يذكر

وقوله:

<<  <   >  >>