ومنهم من يمشي على أربع}؛ فادعى الشاعر للمدوح أنه يمشي ذوات الأربع مشية الذي يمشي على بطنه, وهذا من المبالغة المفرطة.
وقوله:
أينكر ريح الليث حتى يذوقه ... وقد عرفت ريح الليوث البهائم
يقول: ألم يشم هذا الدمستق رائحة الليث فيعلم أنه إن وقف فرسه فقلة فطنته تمنعه من أن يهرب حتى يذوقه الليث؛ فعند ذلك يفر. والبهائم إذا وجدت رائحة الأسد فرت منه.
وقوله:
وقد فجعته بابنه وابن صهره ... وبالصهر حملات الأمير الغواشم
أشبه الأشياء أن تكون الفاجعة له الخيل لتقدم ذكرها قبل هذا البيت. والصهر يستعمل في تزوج الرجل والمرأة, والحمو إنما يستعمل عند بعضهم للمرأة؛ يقال: هو حموها وحماها وحمها. قال الشاعر:[الطويل]
ألا أصبحت أسماء حجرًا محرما ... وأصبحت من أدنى حموتها حما
وأما النحويون المتقدمون ففي كتبهم: حموك وأبوك, بفتح الكاف, فكأن فتحها في الكتب المتقدمة يجيز أن يقال: هذا حمو الرجل وحماته. وسكن ميم حملات والأحسن فتحها, وقد فعل ذلك في مواضع هو وغيره من الشعراء.
وقوله:
مضى يشكر الأصحاب في وفته الظبى ... لما شغلتها هامهم والمعاصم
ما وشغلتها في معنى المصدر كأنه قال: الدمستق يشكر أصحابه لما فات الظبى أن تقع به, لأنها شغلتهم عند فوقعت في هام الأصحاب ومعاصمهم. والمعصم يستعمل للرجل والمرأة, وهو ما فوق الزند من الذراع؛ وكأنه مأخوذ من عصم يعصم؛ أي منع. وأصل ذلك