للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

رحلت فكم باكٍ بأجفان شادنٍ ... علي وكم باكٍ بأجفان ضيغم

عرض في هذا البيت بسيف الدولة لأنه جعله أحد الضياغم التي تبكي عليه, ثم قال:

وما ربه القرط المليح مكانه ... بأجزع من رب الحسام المصمم

يقول: وما المرأة الباكية علي ذات القرط بأجزع من صاحب السيف. وكان أبو الطيب ترك أهله بحلب لما انصرف.

وقوله:

فلو كان ما بي من حبيبٍ مقنعٍ ... عذرت ولكن من حبيبٍ معمم

هذا تصريح بالعتب على سيف الدولة. يقول: لو أن ما بي من حبيبٍ صاحب مقنعةٍ لعذرته, ولكنه من حبيب معممٍ, والمعمم ها هنا ضد المقنع, ويستعمل المعمم في معنى المسود, ويحسن استعماله في هذا الموضع لأنه يصير موضوعًا موضع المعمم ضد المقنع, والمراد به السيد.

وقوله:

وأحلم عن خلي وأعلم أنه ... متى أجزه حلمًا على الجهل يندم

وصف أنه يحلم عن الخل لعلمه أنه متى يجزه يجهله حلمًا يندم على ما فرط منه, وهذه صفة خل جميل الطريقة. وفي الناس من إذا حلم عنه الصديق زاد في الطمع والأذية. وهذا كله تعريض بسيف الدولة.

وقوله:

وإن بذل الإنسان لي جود عابسٍ ... جزيت بجود التارك المتبسم

يقول: لا آخذ الصلة من الإنسان حتى يكون معها بشر وبشاشة, وإن بذل عطيةً من هو عابس جزيته عن جوده بجود, وهو تركي عطيته مع تبسمٍ مني. يريد أني أزيد على ما فعل لأنه بذل جودًا بعبوسٍ وجزيته جودًا بتبسمٍ.

<<  <   >  >>