للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما أدري: أذا داء حديث ... أصاب الناس أم داء قديم

يقول: ما أدري أهكذا كان الناس في أول الزمن أم هو فساد حدث في العالم؟ والذي يوجبه المعقول أن آخر العالم كأوله؛ فيه الكريم والبخيل والشجاع والجبان, وغير ذلك من الأضداد المختلفة.

وقوله:

كأن الأسود اللابي فيهم ... غراب حوله رخم وبوم

اللابي: منسوب إلى اللابة, وهي حرة يقال في جمعها: لاب ولوب. قال النابغة الذبياني: [البسيط]

فإن وقيت بحمد الله وقعته ... فانجي فزار إلى الأطواد فاللوب

وقال قيس بن الخطيم: [الطويل]

ترى اللابة السوداء يحمر لونها ... ويشرق منها كل ريعٍ وفدفد

وقوله:

أخذت بمدحه فرأيت لهواً ... مقالي للأحيمق يا حليم

أصل الحمق: الضعف والاسترخاء. يقال: حمقت السوق إذا كسدت, وانحمق الرجل إذا ضعف وسقط. قال الشاعر: [الكامل]

يا كعب إن أخاك منحمق ... فاشدد إزار أخيك يا كعب

والتصغير أصله للشخوص, مثل أن يقال في تصغير الحجر: حجير؛ فيدل ذلك على أنه ليس بكبير, ثم استعير ذلك لتقليل الشيء, وإن كان لا شخص له, مثل أن يقال لفلان: عليم؛ أي علم قليل, وربما صغروا الشيء وهم يريدون ضد ذلك. قال لبيد: [الطويل]

<<  <   >  >>