يقول: ناثر هذا الورد هو الذي يجعل السيوف تنثر الدم, ونصب كل قولٍ لأنه عطفه على السيوف, ونصب حكماً على الحال؛ أي كل ما يقوله حكمة.
وقوله:
والخيل قد فصل الضياع بها ... والنعم السابغات والنقما
عطف الخيل وما يعدها على ما تقدم, فزعم أنه ينثر الخيل والضياع المقطعة والنعم والنقم. والضياع: جمع ضيعةٍ في معنى القرية, وهي مساوية لفظ المصدر في قوله: ضاع الشيء ضيعةً, وفلان في ضيعةٍ؛ أي في حال مذمومة, ويجوز أن تكون هذه الكلمة اتسع فيها كما اتسع في غيرها فسميت ضيعةً؛ لأنها تزيل الضيعة عن الإنسان؛ أو لأنها يخشى عليها أن تضيع. وليس ذلك بأبعد من وصفهم الكلمة الواحدة على الضدين.
وقوله:
فليرنا الورد إن شكا يده ... أحسن من جود كفه سلما
يقول للورد على معنى الأمر له: إن شكا يده أحسن منه. نصب بيرنا. والأشبه أن يكون بجوده, بفتح الجيم, ليتعدى المصدر من: جاد يجود إلى الكلم. والهاء في منه عائدة إلى الورد؛ فإن ضمت الجيم في جوده فهو يدل على معنى جاد؛ إلا أن الفتح أولى بالإعمال من الضم.