ضربين: أحدهما: هلاك النفوس, والآخر: هلاك المال وزوال الدول وموت الأعزاء. وغدر الحياة داخل في غدره.
وقوله:
برغم شبيبٍ فارق السيف كفه ... وكانا على العلات يصطحبان
شبيب العقيلي كان من قوم يعرفون بالمستأمنة استأمنوا إلى سيف الدولة, وكانوا قبله مع القرامطة. وولي شبيب معرة النعمان دهراً طويلًا, ثم سار إلى مصر, ورأى أن يخرج على كافورٍ, واجتمعت إليه طائفة, وهجم بها دمشق ومعه عسكر. واختلف الناس في حديثه؛ فقيل: إن امرأةً ألقت عليه رحى يدٍ فصرعته, فلما صرع انصرف العسكر منهزماً. وقال من يدعي الخبرة بأمره: إنه كان قد حدث به صرع من شرب الخمر, وإنه عرض له في تلك الساعة فلم يدر أصحابه ما شأنه فانصرفوا وتركوه. وكان كافور قد أعد عسكراً ليجهزه إليه فكفي بالإقبال مؤونته.
وفي هذا البيت معنى حسن لطيف, وذلك أن الشاعر قال: كأن رقاب الناس قالت لسيفه: رفيقك من قيس عيلان وأنت منسوب إلى اليمن, فأفسدت بين شبيبٍ وبين السيف؛ لأن عادة من ينسب إلى قيس عيلان أن يتعصب على اليمن.
وقوله:
وما كان إلا النار في كل موضعٍ ... تثير غباراً في مكان دخان
شبهه بالنار التي تحرق, وإنما أراد أنه كان يوقد نار الحرب فكأن غبارها دخان نارٍ.
وقوله:
فنال حياةً يشتهيها عدوه ... وموتاً يشهي الموت كل جبان
(٢٣٥/أ) أي إنه مات موتةً وحيةً ولم يمت حتف أنفه فيعاني العلل والأمراض.