ويجب أن يكون اشتقاقه من التفح وليس ذلك بمستعمل. وقال بعض أهل العلم: يجوز أن يكون أصله: فواح من فاحت الرئاحة تفوح, ثم نقلت الواو إلى أوله, كما قالوا: جذب وجبذ. وقيل: وفاح فلما وقعت الواو في أوله وهي مضمومة جعلت تاءً كما قالوا: تخمة وتراث, وهي من الوخامة, وتراث من ورث. ولبنان معروف بالشام. وقال الراعي:[الوافر]
سيكفيك الإله ومسنمات ... كنجدل لبن تطرد الصلالا
فقيل: أراد لبنان فحذف. وقيل: بل لبن جبل آخر.
والهاء في حمياها يجوز أن تكون راجعة إلى البلاد التي ذكرها, ولا يمتنع أن تعود على المرأة الموصوفة, وهي الحميا التي حضرت معها. وحميا الراح: سورتها؛ وهو مما استعمل مصغراً واشتقاقها من: حمي الشيء إذا اشتد في وقودٍ أو نحوه.
وقوله:
وصفت فيها مصيف باديةٍ ... شتوت بالصحصحان مشتاها
الصحصحان ها هنا: موضع بعينه؛ ويقال: مكان صحصحان وصحصح وصحصاح إذا كان واسعاً. قال الراجز:[الرجز]
وصحصحانٍ قذفٍ كالترس
وقال آخر:[الرجز]
كأننا فوق الفضاء الصحصح ... نرمي الموامي بنجومٍ لمح