وهذا الخرم يسمى الثلم.
وأما البسيط فجاء فيه بزحافٍ يسمى الخبن ولا تأثير له في الغريزة, ومنه ما يقع في جزءٍ سباعي؛ ومن ذلك قوله:
أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل ... دعا فلباه قبل الركب والإبل
ففي قوله: أجاب زحاف, وكذلك في قوله: دعا, وهذا زحاف السباعي.
وأما زحاف الخماسي فمثل قوله:
ظللت بين أصيحابي أكفكفه ... وظل يسفح بين العذر والعذل
فبعد قوله: بين, زحاف, وكذلك بعد السين من يسفح, وهو زحاف الخماسي.
وقد جاء أبو الطيب بزحافٍ يسمى الطي في البسيط, والغريزة تنفر منه, وهو سقوط الرابع من الجزء السباعي؛ وذلك قوله:
رب نجيعٍ لسيف الدولة انسفكا
وأول البسيط وثانيه يستوي الزحاف فيهما؛ فما قبح في الأول قبح في الثاني, وإذا خفي في أحدهما خفي في الآخر.
فأما السادس منه فلا يقبح فيه خبن السباعي ولا طيه, وتنفر الغريزة من خبن الخماسي, ولم يستعمله أحد من المحدثين. ومن خبن السباعي قول أبي الطيب:
وذا انصرافي إلى محلي ... فآذن أيها الأمير
ومن الطي الخفي قوله:
مال علي الشراب جدا ... وأنت للمكرمات أهدى
وأما الوافر فاستعمل فيه العصب, وهو سكون الخامس من السباعي, وكثر في الشعر القديم والمحدث, قال أبو الطيب: