للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعزى هدبًا يعلو ... قران الأرض سودانا

وقول القائل: [الوافر]

أحب لحبها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب

جعل السودان تقع على الكلاب وغيرها.

وقوله:

كأن رحيلي كان من كف طاهرٍ ... فأثبت كوري في ظهور المواهب

لما وصف نفسه بأنه جواب للأرض قد سلك منها كل مكانٍ جعل ذلك خروجًا إلى مدح الممدوح, فقال: كأني رحلت من كف طاهر وقد أثبت كوري؛ أي: رحلي الذي على الناقة فوردت (٢١/ب) بي موطن كل قومٍ, وهذا من الإفراط في المبالغة.

وقوله:

فلم يبق خلق لم يردن فناءه ... وهن له شرب ورود المشارب

استعار الورود للمواهب, وقد يستعمل الناس قولهم: ورد البلد في معنى قدم, وأصله في ورد الماء, وفي هذا البيت تقديم وتأخير كأنه قال: لم يردن فناءه ورد المشارب؛ أي: مواهبه تقصد ديار الناس, وتحرص على ورودها كما تحرص الظماء على ورود المشرب, وهن مع ذلك شرب للقوم, والشرب: الحظ من الماء, وقد جعله قوم كالمصدر.

وقوله:

فتى علمته نفسه وجدوده ... قراع الأعادي وابتذال الرغائب

القراع: مصدر قارع القوم القوم إذا ضاربوهم, وكانت المضاربة بيابسٍ يقع على مثله في اليبس.

والرغائب: جمع رغيبةٍ, وهي العطية التي يرغب فيها. ويقال: رغبت فهي رغيبة؛ إذا كثرت واتسعت, ومنه قولهم: فرس رغيب الشحوة؛ أي: واسع الخطوة.

<<  <   >  >>