ومعزى هدبًا يعلو ... قران الأرض سودانا
وقول القائل: [الوافر]
أحب لحبها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب
جعل السودان تقع على الكلاب وغيرها.
وقوله:
كأن رحيلي كان من كف طاهرٍ ... فأثبت كوري في ظهور المواهب
لما وصف نفسه بأنه جواب للأرض قد سلك منها كل مكانٍ جعل ذلك خروجًا إلى مدح الممدوح, فقال: كأني رحلت من كف طاهر وقد أثبت كوري؛ أي: رحلي الذي على الناقة فوردت (٢١/ب) بي موطن كل قومٍ, وهذا من الإفراط في المبالغة.
وقوله:
فلم يبق خلق لم يردن فناءه ... وهن له شرب ورود المشارب
استعار الورود للمواهب, وقد يستعمل الناس قولهم: ورد البلد في معنى قدم, وأصله في ورد الماء, وفي هذا البيت تقديم وتأخير كأنه قال: لم يردن فناءه ورد المشارب؛ أي: مواهبه تقصد ديار الناس, وتحرص على ورودها كما تحرص الظماء على ورود المشرب, وهن مع ذلك شرب للقوم, والشرب: الحظ من الماء, وقد جعله قوم كالمصدر.
وقوله:
فتى علمته نفسه وجدوده ... قراع الأعادي وابتذال الرغائب
القراع: مصدر قارع القوم القوم إذا ضاربوهم, وكانت المضاربة بيابسٍ يقع على مثله في اليبس.
والرغائب: جمع رغيبةٍ, وهي العطية التي يرغب فيها. ويقال: رغبت فهي رغيبة؛ إذا كثرت واتسعت, ومنه قولهم: فرس رغيب الشحوة؛ أي: واسع الخطوة.