وإنما قيل لهم: اليهود؛ لأنهم منسوبون إلى يهوذا بن يعقوب, فعربوا, فجعلت الذال دالًا, ووافق ذلك أن العرب تقول: هاد الرجل: إذا تاب, وهود إذا مشى مشيًا رفيقًا, وهود في الغناء إذا خفض صوته. قال الراعي النميري:[الطويل]
وخودٍ من اللائي تسمعن بالضحى ... قريض الردافى بالغناء المهود
قريض الردافى: القريض هو غناء المتراسلين, والردافى: جمع رديف. وإنما أدخلت على اليهود الألف واللام؛ لأنهم نسبوا إليها فقالوا: يهودي, ثم جمعوه فقالوا: اليهود, كما قالوا رومي لواحد الروم, وزنجي لواحد الزنج, وفي الكتاب العزيز:{كونوا هودًا أو نصارى} , فهذا جمع هائدٍ.
وجاء في الشعر القديم اليهدان في جمع يهود؛ فهذا يدل على أن الياء أصلية, وأن اشتقاقه ليس من هاد يهود. ووزن يهود فعول. فإن ادعي أن ياءها زائدة فينبغي أن يكون على يفعلٍ في الأصل كأنها يهود, ثم سكنت الواو لثقل الضمة.
والعقارب يكنى بها عن النمائم والشرور؛ يقال: دبت عقاربه بين القوم, قال الشاعر:
فللموت خير للفتى من قعوده ... ذميمًا ومن مولى تدب عقاربه