وهنت, كأنهم يريدون تأنيث هنٍ, وأنشد ابن الأعرابي: [الرجز]
فقلت مهلًا لا تلومي يا هنه ... أنا ابن ثنتين وسبعين سنه
والعرس أكثر ما يستعل للمرأة, وقد يقال للرجل: عرس, وهما عرسان, قال علقمة: [البسيط]
أدحي عرسين فيه البيض مركوم
وكذلك عروس يستعمل للأنثى والذكر, واشتقاقها من العرس, قال الشاعر في استعمال عروس للمذكر: [الطويل]
أترضى بأنا لا تجف دماؤنا ... وهذا عروسًا باليمامة خالد
ويروى: بالمدينة خالد.
فأما قولهم: «لا مخبأ لعطرٍ بعد عروسٍ» , فيجوز أن يحمل على المذكر والمؤنثب.
وقوله:
أهذا اللذيا بنت وردان بنته ... هما الطالبان الرزق من شر مطلب
اللذيا: تصغير الذي. والذي عند البصريين أصله لذٍ مثل عمٍ, ودخلت عليه لام التعريف. وقال قوم: بل هو مبني من لامٍ وذالٍ, وقال آخرون: ذاله مثل ذال هذا, واستدلوا على ذلك بقولهم في التصغير: اللذيا, كما قالوا في تصغير هذا: هاذيا, ويقال في تصغير التي: اللتيا, ويقال في المثل: «فعل ذلك بعد اللتيا والتي»؛ أي: بعد الأمر الشاق. وبعض