جاءت فيه سلمى ونحوها مصروفةً, لأن ألف التأنيث في زنة التنوين فلا يحتاج إلى الصرف, ألا ترى أنه لا ضرورة تدعو إلى تنوين سلمى في قول الشاعر:[الوافر]
وكم من مهمهٍ من دون سلمى ... قليل الأهل ليس به كتيع
أي: أحد, فإن اتفق أن يجيء في الشعر سلمى ابنة فلان مثل عامرٍ أو مالك فقول النحويين أن صرف ما لا ينصرف جائز في الشعر يوجب أن يجيزوا تنوين سلمى, ثم يحركوا التنوين لالتقاء الساكنين, وإذا وقعت في مثل هذه القافية التي لأبي الطيب جاز تنوينها لتخرج من حال اللين إلى حال التنوين, وهو يقوم في هذا الموضع مقام ما صح من الحروف ولم يكن فيه لين.
وقوله: لو درت الدنيا بما عنده ... لاستحيت الأيام من عتبه
يقال: استحيا الرجل, وهي اللغة العالية, ويجوز: استحى, وقد روي عن ابن كثيرٍ أنه قرأ:{إن الله لا يستحي أن يضرب مثلًا ما} , وقال التغلبي:[الطويل]
ألا تستحي منا ملوك وتتقي ... مظالمنا لا يبؤ الدم بالدم