شربت دمًا إن لم أرعك بضرةٍ ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر
فيحتمل وجوهًا, منها: أن يكون حلف بهذه اليمين؛ لأن الدم تعافه النفس؛ فكأنه قال: أكلت ميتةً إن لم أفعل كذا.
وقيل: إنه أراد دم الحية؛ لأنه عنده سم. وقد جاء في دعائهم: سقيت دم الحيات, وسقيت دم الأساود. وفيه وجه ثالث, وهو أحسنها: وذلك أن يكون أراد: قتل لي قتيل فأخذت ديته إبلًا, فشربت لبنها, فكأني شربت دم ذلك القتيل. ومنه قول الشاعر:
أبا العوف إن الإبل ينقع رسلها وكان دم الثأر النميري أنقعا
تبكي على ريا إذا الحي أصعدوا ... وتترك ريان القتيل المضيعا
إذا صب ما في الوطب فاعلم بأنه ... دم الشيخ فاشرب من دم الشيخ أو دعا
ونحو منه قول الآخر:
فإن دمًا بالجزع جزع شمابثٍ ... إذا حلبت منها لبون تضورًا
ونحو من ذلك قول القائل:
فظل يضوز التمر والثوب ناقع ... دمًا مثل لون الأرجوان سبائبه