ضربًا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
ثم صار الناس يقولون: قال في الهاجرة؛ إذا أقام فيها, ولم يتعرف أنائمًا كان أم يقظان, قال عمر بن أبي ربيعة: [الخفيف]
عرجي ساعةً كما عرج الظل وقيلي هذا أوان المقيل
ويقولون: جئناه وقت القائلة؛ أي: وقت قيل القوم الذين يقيلون, والجماعة التي تقيل, وهذا أشبه من أن تكون القائلة في معنى المصدر كمكا جاء في الكتاب العزيز: {ليس لوقعتها كاذبة} , وسمي الشراب الذي يشربه القائل قيلًا على المجاز والاتساع.
ومقروح؛ أي: مجروح. والمقيل في هذا البيت يراد به سواد القلب؛ لأنه حيث تكون المحبة والبغضاء.
وقوله:
يابن الذي ما ضم برد كابنه ... شرفًا ولا كالجد ضم ضريح
يقال للذي يشق في وسط القبر ضريح وضريحة, فإذا كان الشق في جانب القبر فهو لحد. وكان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم رجلان في المدينة أحدهما يضرح والآخر يلحد, فلما توفي صلى الله عليه قال الذين ولوه: أيهما جاء قبل صاحبه آثرناه على صاحبه, فجاء الذي يلحد, فألحد عليه السلام.
وقوله:
نفديك من سيلٍ إذا سئل الندى ... هولٍ إذا اختلطا دم ومسيح
قوله: اختلطا دم, ومسيح جاء الضمير قبل الذكر, وهو مثل قوله: رمتا يداه. وليس قوله اختلطا في هذا الموضع كقوله: المسيح والدم اختلطا؛ لأن الفعل إذا تأخر استكن فيه الضمير فتكون الألف دالةً عليه.