للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

بعد عثار القنا بلبته ... وضربه أرؤس الصناديد

واحد الصناديد صنديد, وإذا حمل على الاشتقاق وجب أن يكون من صد يصد, كأنهم يريدون أنه يصد الأعداء, ونوائب الدهر, فالنون على هذا زائدة, وهو على فنعيلٍ, ولم يستعملوا الصند فيحمل على أنه فعليل من ذلك؛ لأنهم لم يقولوا صند, ولا استعملوا ذلك في فعلٍ ولا اسمٍ, وقالوا في اسم جبلٍ صندد, وقيل صندد فيجب أن يكون من الصد أيضًا؛ لأنهم لو بنواة اسمًا على فنعلٍ أو فنعلٍ من عد يعد لقالوا: عندد وعندد, وقالوا لشدائد الدهر: صناديد؛ لأنها تصد الإنسان عن الغرض.

وقوله:

وخوضه غمر كل مهلكةٍ ... للذمر فيها فؤاد رعديد

الذمر: الشجاع. يقال: ذمرته على كذا إذا احثثته عليه, فكأن الذمر يحث نفسه على الشجاعة أو يحثه غيره فينتهي إلى أمره, ويقال ذمر في معنى ذمرٍ, وقالوا: عنق ذمر؛ أي: شديد, قال الراجز: [الرجز]

فيهن حمراء إذا أصرا ... أجشمهن عنقًا ذمرا

والرعديد: الجبان, وإنما أخذ من الرعدة؛ لأنه يرعد من الفرق. والأكثر في كلامهم: أرعد الرجل, وقد قالوا: مرعود, فدل ذلك على رعد, وزعموا أن الفالوذ يسمى الرعديد, وإنما قيل له ذلك للينه وتثنيه في يد الآكل.

وقوله:

وإن جزعنا له فلا عجب ... ذا الجزر في البحر غير معهود

يريد أن هذا المرثي كان مثل البحر في الجود, فلما هلك ألفي كأنه البحر جزر؛ أي: غاض ماؤه, وذلك لا يعرف في البحار.

وقوله:

أين الهبات التي يفرقها ... على الزرافات والمواحيد

<<  <   >  >>