للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

ثم غدا قده الحمام وما ... تخلص منه يمين مصفود

جعل الحمام كالقد الذي يشد به الأسير, وهذا مثل قول لبيدٍ: [الكامل]

تراك أمكنةٍ إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها

جعل الحمام كالرباط. وإذا رفع القد والحمام ففي غدا ضمير يرجع على المرثي, وإذا نصب أحد المرفوعين فلا ضمير في الفعل. والمصفود (٤٠/ب) الذي يشد بقد أو غيره, والاسم الصفاد.

وقوله:

تهب في ظهرها كتائبه ... هبوب أرواحها المراويد

يقال في صفات الرياح المراويد, والقياس أن يكون الواحد مروادًا إلا أنه قليل في الاستعمال, قال ذو الرمة: [البسيط]

يا دار مية لم يترك لها علمًا ... تقادم العهد والهوج المراويد

وهو من قولهم: راد يرود إذا ذهب وجاء, ويجب أن يكون من ذلك قولهم: ريح رادة وريدة, فإن قيل: كيف قالوا ريدة وهو من ذوات الواو؛ فالجواب أن الأصل ريدة مثل ميتةٍ, ثم خففوه فقالوا: ميتة, وهي من مات يموت, ومن هذا النحو قولهم: ريحان, وهو من الروح, فتقديره أن يكون في الأصل بتشديد الياء كأنه ريحان أو ريحان, فخفف.

وقوله:

أول حرفٍ من اسمه كتبت ... سنابك الخيل في الجلاميد

سنابك الحوافر: مقاديمها, ويقال للأرض الغليظة: سنبكة تشبيهًا بسنبك الحافر, وفي حديث أبي هريرة: «يخرجكم الروم منها كفرًا كفرًا كما أخرجتموهم منها كفرًا كفرًا إلى

<<  <   >  >>