ويجوز أن يكون اشتقاق أد من كل لفظ جاز أن يشتق منه أدد. وطابخة هو طابخة بن إلياس بن مضر, وكانوا ثلاثة إخوة مع أبيهم: طابخة, ومدركة, وقمعة. وأمهم ليلى ابنة حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة, فأغير على إبلهم, فمضى أحدهم في طلبها, فأدركها فسمي مدركة, وكان اسمه عمرًا, وأقام أخوه على قدرٍ لهم يطبخها, واسمه عامر فسمي طابخة, وأقام أخوهم عمير في البيت فكأنه انقمع فسمي قمعة, فجاءت أمهم ليلى وهي مسرعة فقال لها زوجها إلياس: مالك تخندفين وقد أدركت الإبل, فسميت خندف. والخندفة فيما يقال الذهاب والمجيء, وقيل: بل الخندفة السرعة, وقيل هي مشي فيه استدارة, وذلك من مشي النساء.
وقوله:
كذا فتنحوا عن علي وطرقه ... بني اللؤم حتى يعبر الملك الجعد
موضع كذا نصب بفعل مضمر, كأنه قال: اذهبوا كذا, أو تنحوا كذا. والجعد: إذا وصف به ابن آدم فإنما يراد أنه مجتمع ليس بسبطٍ, وإنما يريدون صفة حاله التي هو عليها, والسباطة أحمد عندهم, قال الراجز: [الرجز]
قالت سليمى لا أحب الجعدين ... ولا القطاط إنهم مناتين
يا رب جعدٍ فيهم لو تدرين ... يضرب ضرب السبط المقاديم
جاء بالميم مع النون, وهو إكفاء. والقطاط: جمع قططٍ, وهو الشديد الجعودة, وإذا قالوا ثرى جعد فإنما يريدون أنه ندٍ يجتمع في الكف, وكذلك إذا قالوا شعر جعد.