أأيام: يختار أكثر الناس أن تخفف الهمزة الثانية, وتخفيفها أن تجعل بين بين, وهي في زنة المتحرك, وبعضهم يختار تخفيف الهمزة الأولى, وذلك إذا كان قبلها كلام, فأما إذا كانت مبتدأً بها فما يجوز فيها التخفيف.
ويروى تجرير ذيولي بإضافة تجرير إلى ذيول.
وبعض الناس ينشد: وتجريري فيضيف إلى ياء النفس, وهو فيما أراه أحسن وأخف في اللفظ.
والأثلة: واحدة الأثل, وهو شجر يعظم. وقد يجوز أن يقال لكل شجرةٍ عظيمةٍ أثلة على معنى الاستعارة. ويقال إن أبا الطيب كان يسكن الكوفة في موضع به سدرة يعرف بدرب السدرة أو دار السدرة, فكأنه كنى عنها بالأثلة؛ لأن السدرة لم يمكن دخولها في هذا الموضع, وتوصل إلى نظم الأثلة في البيت بأن ألقى حركة الهمزة على لام التعريف, وقد استعاروا الأثلة في أصل الرجل ومحتد القوم وقالوا: هو مغرًى بنحت أثلتنا: إذا كان يذمهم ويذكر معايبهم؛ قال الأعشى: [البسيط]
ألست منتهيًا عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطت الإبل
وإلقاء حركة الهمزة على ما قبلها إذا كان ساكنًا كثير موجود, وليس بضرورة, ومنه قول ذي الرمة: [الطويل]
من آلٍ أبي موسى ترى الناس حوله ... كأنهم الكروان لاقين بازيا
وقوله:
عمرك الله هل رأيت بدورًا ... قبلها في براقعٍ وعقود
عمرك: كلمة تستعمل في القسم, فإذا دخلت عليها لام الابتداء كانت مرفوعةً, وكان الخبر محذوفًا. وإذا فقدت اللام فهي منصوبة, وانتصابها بفعل مضمرٍ, كأنه قال: أذكرك عمرك الله أو نحو ذلك من الأفعال, والعمر: يجب أن يكون مصدر عمر يعمر, وهو ها هنا موضوع موضع الخدمة كأنه قال أذكرك خدمتك الله, أخذ من قولهم: عمرت البيت الحرام؛