للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

ليس يحيك الملام في هممٍ ... أقربها منك عنك أبعدها

(٥٨/ب) ليس يحيك: أي: ليس يؤثر, والأجود عندهم ما أحاك فيه السيف؛ أي: ما أثر, ويقوي رواية من روى في أول القصيدة أبعد على الاستفهام قوله في هذا الموضع: أقربها منك عنك أبعدها؛ لأن أبا الطيب قليل التكرير.

وقوله:

أحييتها والدموع تنجدني ... شؤونها, والظلام ينجدها

أحييتها: أي: سهرتها من أولها إلى آخرها, ومنه حديث خارجة بن زيد: «كان زيد لا يحيي شيئًا كما يحيي ليلة سبع عشرة من رمضان» , أي: كان يسهرها, والمعنى منقول في هذا اللفظ من ابن آدم إلى الليل؛ لأنه سهر, فكأنه يحيي نفسه؛ لأن النوم عندهم ضرب من الموت, وإنما قالوا: أحييت الليلة حملًا على قولهم: ليل نائم, أي: ينام فيه, وكذلك قولهم: أحييته, أي: لم أنم, فنقلت الحياة إلى الليل. وتنجدني: أي: تعينني. والشؤون: جمع شأنٍ, وهي عروق تصل بين عظام الرأس, وفيها يجري الدمع, وهي مهموزة في الأصل, والواحد شأن. قال أوس بن حجر: [الكامل]

لا تحزنيني بالفراق فإنني ... لا تستهل من الفراق شؤوني

وقوله:

لا ناقتي تقبل الرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها

أراد بالناقة هاهنا نعله, وقد استعملت العرب ذلك, ونحوه قال الشاعر: [الطويل]

ركبنا إليك السبت في كل مهمهٍ ... خفي الصوى إذ أعوزتنا الركائب

والرهان: أكثر ما يذكر في الخيل, وقد كانوا يستبقون على الإبل فيراهنون.

<<  <   >  >>