للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديث: «اخشوشنوا واخشوشبوا وتمعددوا»؛ أي: تشبهوا بمعد بن عدنان؛ لأنهم كانوا أهل شظفٍ وعيشٍ ليس بواسعٍ: ومعد الفرس: ما تحت فخذ الفارس, وعلى ذلك فسروا قول ابن أحمر: [الوافر]

فإما زال سرج عن معد ... وأجدر بالمصائب أن تكونا

وقد استعملوا المعد في الرجل يريدون به الخاصرة وما قاربها, قال أبو خراشٍ: [الطويل]

رأت رجلًا قد لوحته مخامص ... وطافت بريان المعدين ذي شحم

وقوله:

فكم وكم من نعمة مجللةٍ ... رببتها كان منك مولدها

مجللة: أي: تعم الجسد حتى تصير له كالجلال. ومن روى مجللةٍ بالفتح أراد معظمةً من قولهم: شيء جليل وجلل, ويحتمل أن يعني بالمجللة أنني جللتها.

وقوله:

أقر جلدي بها علي فما ... أقدر حتى الممات أجحدها

كأنه أراد الثناء عليه بأنه كساه, وهو نحو من قوله في الأخرى: [الطويل]

فبوركت من غيثٍ كأن جلودنا ... به تنبت الديباج والوشي والعصبا

وقوله: فما أقدر حتى الممات أجحدها: هذا من مواضع أن, والمراد فما أقدر أن أجحدها, وقد حذفها أبو الطيب في مواضع كثيرةٍ, وإثباتها أحسن إذا لم تدع إلى ذلك ضرورة.

<<  <   >  >>