وعندي حساما سيفه وحمائله
أراد بحساميه حديه, والحد: أصله المنع, وفيه اشتقاق كل لفظة فيها حاء ودالان أصليتان, وهي ثلاثية في الأصل, مثل الحديد والحداد, وحدان اسم أبي حي من العرب. وقيل لحرف السيف حد؛ لأنه يمنع من العدو, أو لأنه إذا لمس حد اليد أن تقبض عليه.
وقوله:
وأني إذا باشرت أمرًا أريده ... تدانت أقاصيه وهان أشده
أصل المباشرة أن تكون من اثنين يلصق أحدهما بشرته ببشرة الآخر, والبشرة: ظاهر الجلد, ثم كثر ذلك حتى قيل: باشر فلان كذا, وإن لم يكن للمفعول بشرة, مثل أن يقول باشر الشدة فجعل لها بشرةً مستعارة, وإنما ذلك مجاز ليست له حقيقة.
وقوله:
وألقى الفم الضحاك أعلم أنه ... قريب بذي الكف المفداة عهده
ذي: في معنى هذي, يريد أن الفم إذا قبل كف الممدوح ظهر في المقبل فرح وسرور يضحك, وهذا أحسن من أن تجعل ذي في معنى صاحبٍ, كأنه قال: بصاحب الكف المفداة يعني الممدوح, وإن كان ذلك سائغًا, فالوجه الأول هو الصواب.
وقوله:
وكن في اصطناعي محسنًا كمجربٍ ... يبن لك تقريب الجواد وشده
الشد: العدو الشديد, يقال: شد يشد شدا, وكذلك شد الحبل, وحكوا شد المرس يشده ويشده, وقال بعضهم: إذا عدى شد ضم الشين في أول المضارع وإذا جعلها غير متعدية كسر, مثل أن يقول: شد على العدو يشد, والأصل واحد. وجاء في الحديث: «فأشد حسابه»؛ أي: جعله شديدًا, كأنهم فرقوا بينه وبين شد الحبل, ومن ذلك اشتقاق