للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صاحب هاهنا: فرس, ويقالإنه أراد الرسغ؛ لأنه ربما شد فيه حبل, ويروى: المختبل مأخوذ من قولهم: أخبلته إذا أعرته.

وله:

وموضعًا في فتان ناجيةٍ ... يحمل في التاج هامة العاقد

الموضع: الذي يحمل الناقة على الوضع. والفتان: إشاء الرحل. قال الشاعر: [الطويل]

كأني ورحلي والفتان ونمرقي ... على يرفئي ذي زوائد نقنق

يرفئي: لا فؤاد له. والناجية: ناقة تنجو براكبها. يقول: كل ساعة تمر بهذا الممدوح تهدي له خبرًا عن جيشٍ قد انهزم وقتله جنوده, وراكب ناقة يحمل هامة مخالفٍ من الملوك والتاج عليها معقود.

وقوله:

يا عضدًا ربه به العاضد ... وساربًا يتعب القطا الهاجد

يقال: إن بعض الناس أنكر على أبي الطيب كثرة التصريع في هذه القصيدة؛ إذ كانت لم تجر العادة بمثله, وإن كانت الشعراء قد استعملته على ضروب, منهم من يستعمله في أول القصيدة ثم لا يصرع إلى آخرها, وبعضهم يترك التصريع في أول القصيدة, ومن المعروفين بذلك الفرزدق وذو الرمة, ومما ترك فيه الفرزدق التصريع قوله: [الطويل]

سمونا لنجران اليماني وأرضه ... ونجران أرض لم تديث مقاوله

تديث: تذلل. وقال ذو الرمة: [البسيط]

أأن ترسمت من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم

ومنهم من يبتدئ القصيدة غير مصرعة, ثم يجيء بعد ذلك بالأبيات المصرعة, ومنه

<<  <   >  >>