للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكقول لبيد: [الكامل]

عفت الديار محلها فمقامها

والاعتدال عندهم في الأصل لا فيما يحدث من الفروع كنقصان الحركة والحرف الساكن, والتصريع لما كان أحد شطريه أزيد من الآخر؛ كقول جرير: [البسيط]

بان الخليط ولو طوعت ما بانا

والبيت الثاني يزيد في الأصل على البيت الأول بحركةٍ واحدةٍ لا غير. والهاجد: النائم. ومن كلامهم القديم: هو يبعث القطا الهاجد, يريدون أنه يسرى ليلًا في الأرض المقفرة؛ لأن القطا لا يتخذ أفاحيصه على الغالب إلا في أرضٍ بعيدةٍ من الإنس, ولذلك قالوا: لو ترك القطا لنام. وقال الشاعر, والبيت يروى لابن مقبل ولرجلٍ من ثقيفٍ: [الطويل]

وإني وإياهم كمن نبه القطا ... ولو لم تنبه باتت الطير لا تسري

وقوله:

وليت يومي فناء عسكره ... ولم تكن غائبًا ولا شاهد

يقول: جهزت جنودك الذين دبرتهم برأيك فكنت كأنك شاهد لما كان من تلك الوقعة وشخصك غائب عن الحرب. وأملي تفسير هذا البيت قبل أن يقرأ الذي بعده, وقد فسر أبو الطيب ما

<<  <   >  >>