للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرج من مخاطبة الواحد إلى مخاطبة الجميع, وذلك كثير جدًا في كتاب الله سبحانه: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}. ويقال: أنشر الله الميت فنشر. وقرأ الحسن البصري: {كيف ننشرها ثم نكسوها لحمًا} , وقال الأعشى: [السريع]

لو أسندت ميتًا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر

حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبًا للميت الناشر

وقوله:

كأني عصت مقلتي فيكم ... وكاتمت القلب ما تبصر

يقول: لا تخشوا أن أظهر سرًا فإن بعض جوارحي لا يفشي إلى بعضها ما يعلمه من أخباركم, والعين هي التي تدل القلب على ما تبصر؛ فكأنها لا تعلمه بشيء لما تؤثره من فرط الكتمان.

وقوله:

دواليك يا سيفها دولةً ... وأمرك يا خير من يأمر

دواليك: كلمة موضوعة موضع المصدر ومعناها دوالًا بعد دوالٍ, كما أن قولهم: حنانيك؛ أي: حنانًا بعد حنانٍ, إلا أنهم يفردون حنانًا كثيرًا, وربما قالوا: دوال ودواليك من المداولة, وهو أن يفعل الشيء دولة بعد دولة, قال عبد بني الحسحاس: [الطويل]

إذا شق برد شق بالبرد مئزر ... دواليك حتى كلنا غير لابس

<<  <   >  >>