وقوله:
وكل أصم يعسل جانباه ... على الكعبين منه دم ممار
يعسل: أي: يضطرب, يوصف بذلك الرمح والذئب, وربما قالوا: عسل للثعلب. قال ساعدة بن جؤية الهذلي: [الكامل]
لدن بهز الكف يعسل متنه ... فيه كما عسل الطريق الثعلب
والكعبان: أراد بهما الكعب الأعلى (٧٣/أ) والكعب الأسفل؛ لأنه قد طعن به وسال عليه الدم حتى عم كعوبه كلها. كما يقال: غسل الرجل قدمه ورأسه؛ أي: غسل جسده كله؛ لأن الرأس والقدم طرفا الجسد فدلا على جميعه في اللفظ. وممار: أي: مجرًى من قولك: مار يمور, وأماره غيره؛ أي: حمله على المور, ويقال: مار إذا ذهب وجاء.
وقوله:
يغادر كل ملتفتٍ إليه ... ولبته لثعلبه وجار
ثعلب الرمح: ما يدخل منه في جبة السنان. والوجار فيه لغتان: فتح الواو وكسرها.
وقال بعضهم: الوجار ما كان في السهل, وما كان في الجبل فهو الغار. ويستعملون الوجار للضبع وما دونها, مثل الثعلب والأرنب ونحوهما. أي يطعن بهذا الرمح لبة الرجل إذا التفت فيدخل ثعلبه فيها فيصير كالوجه للثعلب من الوحوش.
وقوله:
وإن جنح الظلام انجاب عنهم ... أضاء المشرفية والنهار
يقال: جنح من الليل وجنح, وهو وقت طويل, قيل: إنه نحو النصف, وإنما هو مأخوذ من جنح إذا مال, كأن بعض النجوم تجنح فيه للمغيب, وجنح النهار إذا مال, وكذلك جنحت الشمس. وانجاب: أي: انكشفت وانخرق.