للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن التي أولها

عذيري من عذارى من أمور ... سكن جوانحي بدل الخدور

وهي من أول الوافر.

عذيري: في معنى عاذري, والمراد: أريد عذيري, أو أطلبه, أو نحو ذلك من الأفعال المضمرة, وأكثر ما يستعملون عذيري وعذيرك في موضع نصبٍ, وعلى ذلك ينشدون قول الشاعر: [الوافر]

أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد

ورفع عذيرٍ لا يمتنع على أن يضمر له مبتدأ, ويجعل خبرًا, أو يضمر الخبر ويجعل مبتدأً, والعذير في غير هذا الموضع الحال, كما قال العجاج: [الرجز]

جاري لا تستنكري عذيري ... سيري وإشفاقي على بعيري

أي: حالي كذلك يفسرونه. ويجوز أن يكون أصله: لا تستنكري حالي التي أعتذر منها, أو التي إذا رآها غيري عذرني, ونصب بدل الخدور؛ لأن معنى قوله: سكن جوانحي جعلنها مسكونةً, فكأنه عدى الفعل إلى مفعولين؛ أي: جعلن جوانحي بدل الخدور, ولا يمتنع أن يعتقد في هذا المضاف الانفصال, ويكون التقدير بدلًا من الخدور فينصبه على الحال, ويجوز أن يجعل بدل الخدور نعتًا لجوانحي.

وقوله:

ومبتسمات هيجاوات عصرٍ ... عن الأسياف ليس عن الثغور

<<  <   >  >>