وسقم, ورشد ورشد, فلما قالوا: أسد وأسد أجازواة أن يكون فلك جمعًا لفلكٍ؛ إذ عني به الواحد كأنهم قدروا أنه يقال: فلك وفلك, وإن لم يستعمل ذلك.
وقوله:
ولا تنكرا عصف الرياح فإنها ... قرى كل ضيفٍ بات عند سوار
رواية أهل الشام سوار, بكسر السين, يعنون به اسم رجل كان واليًا لبعلبك, وإنما سمي بالسوار من الحلي, وفيه لغات: سوار, وسوار, وإسوار, وأسوار, وعندهم أنه معرب, وقد جاء في الشعر الفصيح, قال الشاعر: [الطويل]
ألا طرقتنا في الظلام نوار ... فتاة عليها دملج وسوار
ومن أمثالهم: «لو ذات سوارٍ لطمتني»؛ أي: لو أن الكف اللاطمتي كانت ذات سوارٍ لهان ذلك علي. يقول ذلك إذا أسدى إليه سوءًا من هو خامل خسيس, قال الراجز: [الرجز]
والله لولا صبية صغار ... كأنما وجوههم أقمار
تضمهم من العتيك دار ... أخاف أن يمسهم إقتار
أو جارة تلطمهم أو جار ... أو لا طم بكفه إسوار
لما رآني ملك جبار ... ببابه ما وضح النهار
فأما الإسوار من أساورة الفرس فيراد به الرامي, ويقال: إنه سمي بذلك؛ لأن الأساورة كان من عادتهم أن يلبسوا الأسورة من الذهب. وفي الكتاب العزيز: {فلولا ألقي عليه أسورة من ذهبٍ}. فيجوز أن يكون جمع إسوارٍ, ودخلت الهاء بدلًا من الياء التي