للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشعراء في هذا العصر يسمون الشعر الذي لا تشبيب له مقتضبا. ويجوز أن يكون أبو الطيب أراد بمقتضب الشعر ما هو مختصر ليس بكثير, أو يكون أراد بالمقتضب ما يقوله على البديه, ولا يروض فيه نفسه. فأما الوزن الذي يسميه الخليل: المقتضب فهو مثل قول القائل:

هل علي ويحكما ... إن لهوت من حرج

وقوله:

فسقى الله من أحب بكفيـ ... ـك وأسقاك أيهذا الأمير

إذا وصلت العرب أي في النداء بهذا لم يكن لهم بد من أن يجيئوا باسم فيه الألف واللام فهذا نعت لأي, والذي فيه الألف واللام نعت لهذا, ولا يقولون: يا أيهذا ويسكتون إلا عنده انقطاع نفس. قال ذو الرمة: [الطويل]

ألا أيهذا المنزل الدارس الذي ... كأنك لم يعهد بك الحي عاهد

وقال آخر: [الطويل]

ألا أيهذ الباخع الهم نفسه ... لشيء نحته من يديه المقادر

<<  <   >  >>