خنثى الفحول: أي جعلهم كالمخنثين أو جعل كل واحدٍ منهم كالخنثى.
وفعلى: يزعم النحويون أنها لا تستعمل للمذكر. وقولهم: الخنثى: لم يخلص للمذكر ولا للمؤنث إلا أن الكلمة مشتركة بين الحالين, وإنما أخذ المخنث والخنثى من الانخناث؛ أي: الانكسار والضعف. وقد قالوا: امرأة خنث؛ أي: فيها لين وتكسر, وقالوا للوطب إذا ثني فوه إلى الخارج قد خنثه وخنثه. وفي الحديث:«أنه نهى عن اختنات الأسقية» ومنه البيت المعروف: [الوافر]
لقيت مخنثًا فلثمت فاه ... فأطيب بالمخنث من لثام
ألغزه عن المخنث من الناس. يقول: هذا الممدوح إذا لقيته الفحول من الكماة جعلها كالمخنثين أو كالخناثى؛ لأنها تضعف وتنكسر, ولأنه يصبغ ما لبسته من الدروع وغيرها بالدم؛ فهو كالعصفر, وقد جرت (٨٣/ب) عادة من كان مخنثًا أن يرغب في لباس النساء.
وقوله:
أنت الوحيد إذا ارتكبت طريقةٍ ... ومن الدريق وقد ركبت غضنفرا
الغضنفر: الغليظ الجلد, وهو من صفات الأسد, قال الراجز:[الرجز]
وأنا كالضرغامة الغضنفر ... لو أتغدى رجلًا لم أسئر
منه سوى كعبرةٍ أو كعبر
والكعبرة: العقدة في الرأس؛ أي: إني لا أترك منه إلا شيئًا يسيرًا, وقالوا: لبن غضنفر؛ أي: غليظ خاثر. والنحويون يحكمون على نون غضنفرٍ بالزيادة, وكذلك كل نونٍ وقعت