وقالوا: مفأم في معنى موسعٍ, وهو راجع إلى معنى الجماعة, قال زهير:[الطويل]
ظهرن من السوبان ثم جزعنه ... على كل قيني قشيبٍ ومفأم
فقيل: أراد بالمفأم هودجًا موسعًا, وقيل: الفئام: شيء يوطأ به في الهودج, وزعم بعضهم أن ما بين عرقوتي الدلو يقال له فأم, والاشتقاق في هذا كله يرجع إلى شيء واحد, وهو: معنى الكثرة والسعة, والرواية: الفئام, بالفاء, ولو رويت بالقاف, لكان ذلك معنى صحيحًا؛ إلا أن قائل البيت اختار الفاء؛ لأن الفئام لا يقع إلا على جماعةٍ كبيرةٍ, والقيام يقع على ثلاثة فما زاد, وهذا المعنى مثل قوله في الأخرى:
فإني قد وصلت إلى مكانٍ ... عليه تحسد الحدق القلوب
إلا أن المدح في هذا البيت للرجل وفي البيت الآخر للبخور. (٩٤/أ)