وربما قالوا: السجسج: الأرض الغليظة, فكأنهم يريدون أنها متوسطة بين الجبل وغيره. والزعزع: الريح التي تزعزع الأشياء؛ أي تحركها حركةً عنيفةً, ويقال: رياح زعازع, قال الفرزدق:[الطويل]
منا الذي اختير الرجال سماحةً ... وجودًا إذا هب الرياح الزعازع
وقوله:
وأنت نبع والملوك خروع
النبع من الشجر يوصف بالصلابة, والخروع: موصوف بالضعف, ويقال: خرع الرجل إذا ضعف. وفي حديث أبي سعيد الخدري:«لو سمع أحدكم ضغطة القبر لجزع وخرع». وقالوا للمرأة الناعمة: خريع, وقيل: بل الخريع: الفاجرة, وهي تؤدي معنى الضعف أيضًا, والناس يجعلون الخروع نبتًا بعينه. وقد وصف به متمم النبت وصفًا مطلقًا فقال:[الطويل]
وآثر أعلى الواديين بديمةٍ ... ترشح وسميًا من البقل خروعا
فالواو في خروعٍ زائدة, وليس في الكلام شيء على فعولٍ؛ فيما زعمت الرواة؛ إلا حرفان: خروع وعتود, وهو اسم وادٍ. وأصحاب الحديث يقولون: بروع ابنة واشقٍ, وهي امراة كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, فيكسرون الباء, وأصحاب اللغة يزعمون أن ذلك خطأ.