السمرة وقلة اللحم, فإذا قيل للرمح: أظمى أريد به صلابته وسمرته, ويجوز أن يكون قولهم للمرأة ظمياء مأخوذًا من هذا اللفظ, لأنه لو كان من الظمأ الذي هو العطش لوجب أن يقال في المؤنث: ظمأى بالهمز على مثال: سكرى أنثى السكران؛ لأن المذكر: ظمآن, وإذا قيل في صفة الرماح: الظماء احتمل وجهين: أحدهما: أن يكون من هذا الذي تقدم ذكره, والآخر أن يكون من الظمأ الذي هو العطش؛ لأنهم يصفون الرماح بذلك, ويقولون: الأسل الظماء, والأسل النهال, ورويت الرمح, قال الشاعر:[الطويل]
رماني ثلاثًا ثم أني طعنته ... فرويت منه صعدتي وسنانيا
وقال حسان:[الوافر]
................ ... على أكتافها الأسل الظماء
وقال أبو شجرة السلمي:[الطويل]
ورويت رمحي من كتيبة خالدٍ ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا
ولا يمتنع أن يكون هذا اللفظان أصلهما واحد؛ إلا أنهم فرقوا بينهما بالهمز, كما قالوا: سبأت الخمر وسبيت العدو. والضلع عندهم أفصح من الضلع, والضلع بسكون اللام وهي لغة معروفة, والضلع مؤنثة, قال الشاعر:[الطويل]
هي الضلع العوجاء لست مقيمها ... ألا إن تقويم الضلوع انكسارها