للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينبغي ألا يلتفت إليه أهله. ويجوز أن يكون مأخوذًا من الثوب الخليع؛ أي: الخلق, وكانوةا في الجاهلية يقامرون فربما قمر الرجل ماله وأهله, فيقال له: خليع عند ذلك؛ أي: قد خلع مما كان له. وقالوا للذي يقامر بالميسر: مخالع؛ لأنه إذا أسرف خلع من ماله, قال الطرماح: [الكامل]

في تيه مهمهةٍ كأن صويها ... أيدي مخالعةٍ تفيض وتنهد

وقوله:

أحبك أو يقولوا جر نمل ... ثبيرًا وابن إبراهيم ريعا

أو في معنى حتى هاهنا, وثبير: جبل, وهذا كما يقال: لا أكلمك حتى يشيب الغراب ويبيض القار؛ أي: إن ذلك لا يكون أبدًا, ومعنى البيت: أن حبي لك ثابت إلى أن يجر النمل ثبيرًا, أو يقول قائل: ريع ابن إبراهيم, وذلك شيء لا يكون أبدًا.

وقوله:

بعيد الصيت منبث السرايا ... يشيب ذكره الطفل الرضيعا

الصيت: مثل السمع, وهو ما يذهب للإنسان من ذكرٍ بين الناس, ويقال: ذهب صوته في معنى صيته, وأصات الرجل إذا صار له صيت, قال الشاعر: [الوافر]

ألا من مبلغ عوف بن كعبٍ ... فكيف أصات بعدكم النقيل

والنقيل: الذي ينتقل عن قومه. يقول: كيف صار له صيت لما اغترب؟ والسرية: جماعة يرسلها صاحب الجيش ليلًا, وهي مأخوذة من سرى وأسرى إذا سار الليل.

وقوله: يشيب ذكره الطفل الرضيعا: كلام قد اصطلح عليه الناس, وإنما يريدون به المبالغة في الأمر؛ أي: إن هذا الممدوح يشيب من خوفه الطفل, وهذا شيء لا يجوز أن يكون في الدار العاجلة, ولعل الله سبحانه وتعالى يحدثه في القيامة, كما قال تعالى: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} , وهم يدعون أن الرأس يشيب من الفرق, حتى زعم بعضهم أنه

<<  <   >  >>