وقوله:
تبيت رماحه فوق الهوادي ... وقد ضرب العجاج لها رواقا
الهوادي: جمع هادٍ, وهو العنق, قال القطامي: [البسيط]
إني وإن كان قومي ليس بينهم ... وبين قومك إلا ضربة الهادي
مثنٍ عليك بما استبقيت معرفتي ... وقد تعرض مني مقتل باد
ويقال للهادي: هادية أيضًا, وفي الحديث: «أن ضباعة, وهي امرأة من بني عبد المطلب, ذبحت شاةً قبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليها يسأل إن كان بقي منها شيء فقالت: مابقي منها إلا الرقبة وأنا أكره أن أبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها, فقال: ابعثيها فإنها هادية الشاة, وهي أبعد الشاة من الأذى» واستعار الرواق هاهنا للغبار؛ لأنهم يركزون الرماح إلى رواق البيت, والهاء في لها يجوز أن تعود على الرماح, وعلى الهوادي.
وقوله (١١٨/ب):
تميل كأن في الأبطال خمرًا ... عللن به اصطباحًا واغتباقا
في (تميل) ضمير يعود إلى الرماح؛ أي: كأنها قد شربت خمرًا بالدم الذي يخرج من الطعن. والاصطباح: الشرب مع الصبح, والاغتباق الشرب ليلًا.
وقوله:
تعجبت المدام وقد حساها ... فلم يسكر وجاد فما أفاقا
يقول: هذا الممدوح لا تسكره الخمر؛ لأن عقله يرتفع عن ذلك, وهو مع أنه لا تلحقه من الراح نشوة كأنه إذا جاد أخو سكرٍ لا يفيق؛ لأنهم يصفون أنفسهم ببذل أموالهم في حال الانتشاء, قال عنترة: [الكامل]
وإذا شربت فإنني مستهلك ... مالي, وعرضي وافر لم يكلم