والآخر: أن يعني الموهوب له يد نفسه؛ أي: أعطيتني يدي.
وفي حكايةٍ معناها أن أبا الخطاب الأخفش كان عند أبي عمرو بن العلاء, فقال أبو عمروٍ كلامًا يدل على أن الأيادي لا تستعمل إلا في النعم. وأنكر أن تكون جمع أيدٍ من الأيدي التي هي الأكف, فلم يقل له أبو الخطاب شيئًا, فلما انصرف أبو الخطاب قال لأصحابه: والله إنها لفي حفظه, ولكنه نسي, وأنشدهم: [الخفيف]
ساءها ما تأملت في أياديـ ... ـنا وأشناقها إلى الأعناق
يعني: جمع شنقٍ, وهو ما يشد به الشيء إذا قرن بغيره, أخذ من شناق القربة. وقالوا في جمع يدٍ: يدي, وأنشد أبو زيدٍ (١٣٣/أ): [الطويل]
فلن أذكر النعمان إلا بصالحٍ ... فإن له عندي يديًا وأنعما
فقالوا: جمع يدًا على يدي, كما يقال: كلب وكليب, وعبد وعبيدٍ, وققيل: جمعها على مثال: ثدي وثدي واستثقل الضمة على الياء ففتحها, وقيل: هو فعيل في معنى مفعولٍ, كما قالوا: مرمي ورمي؛ وذلك أنهم قالوا: يديت إليه يدًا, قال الشاعر: [الوافر]
يديت على ابن حسحاس بن وهبٍ ... بأسفل ذي الجذاة يد الكريم
وحكى أبو زيد: اليدى في وزن الرحى, وأنشد [الكامل]
قد أقسموا لا يمنحونك نقرةً ... حتى تمد إليهم كف اليدا