هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفوًا ويظلم أحيانًا فيظلم
ينشد بطاءٍ مشددةٍ فيقال: يطلم, وبظاء مع تشديد, فيقال: يظلم, وبظاء بعدها طاء, فيقال: يظطلم. وقوله: ومن في أول البيت موضعها نصب لأنها معطوفة على قوله: كل نفسٍ, ويجوز أن تكون مخفوضةً معطوفةً على نفسٍ كأنه يومئ بهذا القول إلى الذي قال فيه: [السريع]
لو كان ذا الآكل أزوادنا ... ضيفًا لأوليناه إحسانا
لكننا في العين أضيافه ... يوسعنا زورًا وبهتانا
فليته خلى لنا طر قنا ... أعانه الله وإيانا
والمعنى: أن بعض الملوك مثله مثل من ينثر الحب للطير كي يوقعها في الشبكة, ويظن أن ذلك جود, وإنما هو احتيال ومكر.
وقوله:
ومن بلغ التراب به كراه ... وقد بلغت به الحال السكاكا
من: هاهنا في موضعها مثل من في البيت الذي تقدم, والأجود أن تكونا جميعًا في موضع نصبٍ. والسكاك: الهواء بين السماء والأرض, يقول: لو قلنا: فدى لك من يساوي لأمنت هذه الجماعة أن تفديك, وفيهم من ك أنه (١٣٣/ب) في كرى من غلفته فقد خفض ذلك منزلته, وإن كانت حاله قد رفعته في الهواء.
وقوله:
فلو كانت قلوبهم صديقًا ... لقد كانت خلائقهم عداكا
الصديق: يستعمل للواحد والاثنين والجمع, والمذكرو المؤنث, وجمعه صدقان وصدقان, ويقال: إن رؤبة كان جالسًا وحوله جماعة يوم الجمعة بعد انصرافهم من الصلاة, والجماعة كثيرة قد سدت الطريق, وأقبلت عجوز ومعها شيء قد اشترته, فقال رؤبة: [الرجز]
تنح للعجوز عن طريقها ... قد أقبلت رائحةً من سوقها
دعها فما النحوي من صديقها