المسلمون فقتلوا منهم جماعةً, وكان سيف الدولة يعيب عليهم ذلك؛ لأنهم ظنوا أنه قد سقاه سقيةٍ, ولم يكن الأمر كذلك. والكبول جمع كبلٍ وهو القيد, ويقال للمقيد: مكبل.
وقوله:
لعلك يومًا يا دمستق عائد ... فكم هاربٍ مما إليه يؤول
نجوت بإحدى مهجتيك جريحةً ... وخلفت إحدى مهجتيك تسيل
كان الدمستق ضرب في وجهه في الغزاة التي أسر فيها ابنه, فجعل له الشاعر مهجتين: إحداهما نفسه وهي التي نجا بها جريحة, والمهجة خالص النفس وقيل: هي دم القلب, والأخرى ولده قسطنطين, وجعلها تسيل فكأن ذلك كالطيرة بموته.
وقوله:
بوحهك ما أنساكه من مرشةٍ ... نصيبك منها رنة وعويل
يقال: إنه استتر في قناة, وإن بعض غلمان سيف الدولة ضربه في وجهه ولم يعرفه.
والرنة الواحدة من الرنين, وهو رفع الصوت عند فزعٍ أو مصيبة, هذا أصل ذلك, ثم استعمل في كل صوت شديد؛ فقيل: أرن الحمار الوحشي إذا نهق في آثار الأتن. قال الراجز: [الرجز]
ترعى الخزامى هنةً وهنه
في روضةٍ معشبةٍ مغنه
فهي إذا راحت عشيهنه
شممت من بين البيوت البنه
وللجبال بينهن رنه
البنة: الرائحة الطيبة في هذا الموضع, وقد جعلوا صوت الحمام رنينًا, قال الشاعر: [الوافر]
إذا سعدانة الجبلين ناجت ... عزاهلها سمعت لها رنينا
السعدانة: الحمامة, والعزاهل: الفراخ.
والمرشة: الضربة التي يخرج منها رشاش الدم مثل رشاش المطر.