للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معن؛ أي يعرض الجري, ومفن؛ أي يفتن فيه. ويجوز أن يكون مفن من قولهم: فن الوحش إذا طردها؛ أي هذا الفرس يصطاد عليه الوحش. والأجولي الذي يجول, وهو الذي يميل في أحد شقيه من النشاط. والميعة: النشاط أيضًا, وإضريج [الذي] ينضرج في أحد جانبيه, وهو نحو الأجولي.

وقوله:

في خميس من الأسود بئيس ... يفترسن النفوس والأموالا

الخميس: الجيش العظيم, وقد تكلمت به العرب قديمًا, وأما قولهم للجيش: خميس في الإسلام؛ فقد وافق قولهم: خمس الإمام الغنيمة؛ إذا أخذ خمسها؛ لأن في الكتاب العزيز: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} , فكأن خميسًا في معنى مخموسٍ. وكانوا في الجاهلية يعطون صاحب الجيش المرباع؛ أي ربع الغنيمة, قال الشاعر: [الوافر]

لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول

أراد بالصفايا: ما يصطفيه لنفسه؛ أي يختاره. وحكمك أي تحتكم عليه بما اخترت.

والنشيطة: ما يصيبه الجيش في طريقه مما لم يكن في ظنه أنه يصيبه. والفضول: جمع فضل, وهو ما فضل فلم ينقسم بين الجيش لتعذر القسمة؛ كالفرس الرائع والمرأة المسبية ونحو ذلك. ويحتمل أن يكون في الدهر الأول حكم للرؤساء أن يأخذوا خمس الغنيمة, ثم تغيرت تلك السيرة بالمرباع, وبقي اسم الخميس على حاله.

وقوله:

كل غادٍ لحاجةٍ يتمنى ... أن يكون الغضنفر الرئبالا

الغضنفر: من صفات الأسد وهو الغليظ الجلد, ووصف بعضهم اللبن الخاثر بالغضنفر, وهو من طريف الكلام. وقافية هذه القصيدة من المتواتر.

<<  <   >  >>