ما لي لا أمدح الحسين ولا ... أبذل مثل الود الذي بذله (*)
(١٥٨/أ) في هذا البيت جزء إذا تم ثقل في الذوق, وإنما يزاد فيه حرف ساكن, وكونه فيه هو الأصل عند الخليل, وكان سعيد بن مسعدة يذهب إلى أن الأصل سقوطه, وهو واقع موقع الدال الأولى من الود, ولو خففت الدال لزال ما ثقل في الطبع.
وقوله:
أأخفت العين عنده خبرًا ... أم بلغ الكيذبان ما أمله
هذا الاستفهام هو الذي يقلب الكلام حتى يجعله كالنفي؛ فكأن الشاعر قال: مالي لا أمدح الحسين ولم تخف العين عنده خبرًا, ولم يبلغ الكيذبان ما أمله لديه؛ أي إني إذا نظرت إلى الممدوح علمت أنه راضٍ عني؛ فتبينت عيني ما هو عليه. ويجوز أن تكون العين عين الممدح, وكلا المعنيين قد جاء في الشعر, قال الشاعر:[الطويل]
تبين لي عيناك ما القلب كاتم ... ولاجن بالبغضاء والنظر الشزر
وقال آخر:[البسيط]
العين تعرف في عيني محدثها ... من كان من حزبها أو من أعاديها
والكيذبان في معنى الكذاب؛ يقال بفتح الدال وضمها.
وقوله:
أم ليس ضراب كل جمجمةٍ ... منخوةٍ ساعة الوغى زعله
الاستفهام في هذا البيت يؤدي إلى غير النفي, مثل الاستفهام الذي تقدم؛ كأنه قال: ولم يبلغ الكيذبان ما أمله, وهذا الممدوح ضراب كل جمجمة منخوةٍ؛ أي ذات نخوة وهي الكبر. والزعلة المفرطة في النشاط.