تحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون المناهل مرادًا بها الآبار؛ أي هو أول من طوى الآبار بالحجارة. وقد زعم بعض الرواة أن هذا البيت من شعر طيئ واسمه جلهمة, والبيت:[الوافر]
فإن الماء ماء أبي وجدي ... وبئري ذو حفرت وذو طويب
وقد ذكر هذا البيت حبيب بن أوس في اختياراته ونسبه إلى رجل يقال له: سنا.
والآخر: أن تكون المناهل الموارد التي ينهل فيها أي يشرب, ويكون معنى طواها: أي جاوز بعضها إلى بعض كما يقال: طوى فلان البلاد إذا سار مرحلتين أو ثلاثًا ولمينزل. ويفسد هذا القول أن: طويت لا همز فيه وطيئ مهمو. ولقائل أن يقول: لما اجتمعت ثلاث ياءاتٍ في أصل الكلمة همزت إحداهن وهي الآخرة. ويروى عن الخليل أنه قال: طيئ من (١٥٨/ب) قولهم: طاء في الأرض إذا ذهب فيها على وزن جاء, فإن صح هذا القول فقد وضح أن اشتقاق طيئ من فعل مهموز.
وقوله:
فأكبروا فعله وأصغره ... أكبر من فعله الذي فعله
أصغره: فعل ماض, والهاء فيه راجعة إلى الفعل الذي فعله الممدوح, والنصف الأول يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون في أصغر ضمير عائد إلى الممدوح؛ فيكون الكلام قد تم, ويكون أكبر خبر مبتدأٍ مقدمٍ؛ كأنه قال لما تم الكلام في النصف الأول: الذي فعله أكبر من فعله.
والوجه الآخر: أن يكون أكبر فاعلًا, وتقديره: احتقر الفعل رجل أكبر من فعله, ويكون قوله: الذي نعتًا لفعله.