للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكذَا. فيقول: بعْتُكَهُ بهِ، ونحوَه (١). أو بلفظٍ ماضِ مجردٍ عنِ استفهامٍ، كاشتريْتُ منكَ كذَا بكذَا، أو ابتعْتُه ونحوَه، فيقولُ: بعتُكً (٢). وكذا لا يصحُّ (٣) ماضيًا (٤) مثلَ: أبِعْتَنِي، أو مضارعًا مثلَ: أتَبِيعُنِي، ونحوَه (٥). ويعتبرُ القبولِ بأن يكونَ على وِفقِ الإيجابِ في قدْرِ الثمَنِ؛ فلو قالَ: بعْتُكَ بعشرةٍ، فقال: اشتريْتُ بثمانيةٍ لم يصحَّ. وأن يكونَ على وِفْقِهِ في: النقْدِ، والصِّفَةِ، والحُلولِ، والأجَلِ (٦).

ويصحُّ البيعُ بتراخِي أحدِ الإيجابِ أو القبولِ عن الآخرِ ما دامَ البيِّعانِ بالمجلسِ، ولم يتشاغَلا بما يقطعُ البيعَ عرفًا (٧). نقلَ شيخُنا في "حاشيتِه على الإقناع" في قولِه: "وإن كانَ غائبًا عن المجلسِ … إلخ": "فيصحُّ تراخِي القبولِ معِ غَيبةِ المشترِي، لأنه لا يدلُّ على الإعراضِ عنِ الإيجابِ، بخلافِ ما لو كان حاضرًا". قال شيخُنا: "ولمْ أرَ المسألةَ هنا في "الفروعِ"، ولا "المبدعِ"، ولا "الإنصافِ"، ولا غيرِها". وقال: "يأتِي في الإِقَالَةِ كلامٌ في "المبدع" من أنهُ يشترطُ في البيعِ أن يكونَ المتبايعانِ بالمجلسِ. لكنَّها تؤخذُ من روايةِ أبي طالبٍ في النكاحِ، قال في رجلٍ يمشي إليهِ قومٌ فقال: زوِّجْ فلانًا. فقالُوا (٨): قد زوجْتُهُ علَى ألفٍ.


(١) أو بأي لفظٍ مُشعِرٍ للطلب؛ كالتمني والترجي. قدَّمه في المغني ٦/ ٧، وانظر: الفروع ٦/ ١٢٢، منتهى الإرادات ١/ ٢٤٣، كشاف القناع ٣/ ١٤٧.
(٢) انظر: المغني ٦/ ٧، المبدع ٤/ ٥، غاية المنتهى ٢/ ٤.
(٣) تكررت كلمة (لا يصح) مرتين في الأصل.
(٤) كذا في الأصل. وفي هذه العبارة لَبسٌ من وجهين: أحدهما: أن لفظة (كذا) غير مناسبة هنا؛ لأن الحكم بعدها مغاير للحكم قبلها، فلا يصح أن يعطف عليه بـ "كذا". والثاني: أن سبب عدم الصحة هو وجود الاستفهام في هذه الصيغ، ولم تسبق منه إشارة إلى هذا السبب. وهو قد قدَّم الإشارة إلى صحّة صيغة البيع بلفظ الماضي المجرد عن الاستفهام، فاقتضى السياق في المسألة بعدها التنبيه على أن وجود الاستفهام فيها هو سبب عدم الصحة. ولذا فتصحيح العبارة أن يقال: ومعه لا يصح ماضيًا. كما هي عبارة الإقناع ٢/ ١٥٢، وقد تقدم أن المؤلف يكثر النقل عنه.
(٥) حتى يقول بعد البائع: ابتعْتُ، أو قبِلْتُ. انظر: الكافي ٢/ ٣، شرح الزركشي ٢/ ٤، الإنصاف ٤/ ٢٦٢.
(٦) انظر: الإقناع ٢/ ١٥٢، غاية المنتهى ٢/ ٤، شرح منتهى الإرادات ٢/ ٦.
(٧) انظر: المقنع ١٥١، التوضيح ٢/ ٥٨٥، معونة أولي النهى ٣/ ٩.
(٨) في صياغة فِعلِ القولِ في الموضعَينِ خطأ، والصواب: فقالوا: زوِّج فلانًا. فقال: قد زوَّجتُه على ألفٍ. انظر: كشاف القناع ٣/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>