للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويبقى خيارُ المجلسِ (مِنْ حِيْنِ الْعَقْدِ إِلَى أَنْ يَتَفَرَّقَا) منَ المجلسِ عرفًا بأبدانِهما من مكانِ التبايعِ (١)، فإنْ كانَا في مكانٍ واسعٍ كصحراءٍ، فبأن يمشيَ أحدُهما مستدبرًا لصاحبِه خطواتٍ. . . (٢) إلى بيتٍ أو إلى نحو صفةٍ، وإن كانَا في دارٍ صغيرةٍ، فبصعودِ أحدِهما السطحَ، أو خروجهِ منهَا، وإن كانَا في سفينةٍ كبيرةٍ، فبصعودِ أحدِهما أعلاهَا إن كانَا أسفلَ، أو بالعكسِ إنْ كانَا أعلَى، وإن كانتْ صغيرةً فبخروجِ أحدِهما منهَا. ولا يعدُّ تفرقًا إذَا حجزَ بينَهما نحوُ حائطٍ، أو نامَا، أو قامَا معًا من غيرِ تفرُّقٍ (٣). وذلكَ إذا كانَ (مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهٍ) في التفريقِ، فإن أُكرِهَا أو أحدُهُما، فالخيارُ باقٍ بينَهما (٤)، وكذا (لو) (٥) تفرقَا فزع (٦) من مخوفٍ، أو منْ سيلٍ (٧). ثمَّ يستمرُّ الخيارُ إلى أن يتفرقَا من مجلسٍ. . . (٨) (مَا لَمْ) (٩) يشترِطَا، أو أحدُهما قبلَ العقدِ (عَلَى أَنْ لَا خِيَارَ بَيْنَهُما، أَوْ يُسْقِطَاهُ) أي: المتعاقدانِ (بَعْدَ الْعَقْدِ) (١٠). (وَإِنْ أَسْقَطَهُ) أي: الخيارَ (أَحَدُهُمَا) أي: أحدُ المتعاقدَينِ (بَقِيَ خِيَارُ الْآخَرِ) (١١).

(وَيَنْقَطِعُ الْخِيَارُ بِمَوْتِ أَحَدِهِمَا) (١٢)، لأنَّها أعظمُ الفرقتينِ. و (لَا) ينقطعُ


(١) انظر: المستوعب ٢/ ٤٠، المغني ٦/ ١٢، الرعاية الصغرى ١/ ٣١٧.
(٢) في الأصل خفي بعض الكلام لرطوبة أو ما شابه، ويقرب أن يكون المفقود: (وإن كانا في دار كبيرة ذات مجالس وبيوت، فبأَن يخرج من بيت. .). وهي كذلك في كتب شيخه. انظر: كشاف القناع ٣/ ٢٠١، شرح منتهى الإرادات ٢/ ٣٦.
(٣) انظر: المستوعب ٢/ ٤٠، الكافي ٢/ ٤٣، معونة أولي النهى ٤/ ١٠٧.
(٤) انظر: الكافي ٢/ ٤٣، الفروع (التصحيح) ٦/ ٢١٤، منتهى الإرادات ١/ ٢٥٦.
(٥) زيادة يقتضيها السياق، وربما كانت موجودة لكن خفيت بسبب الخياطة.
(٦) كذا في الأصل، ولعل الأشبه: (فزعًا) لأنه حال، أو مفعول لأجله.
(٧) انظر: الشرح الكبير ٤/ ٦٤، الإنصاف ٤/ ٣٧٠، غاية المنتهى ٢/ ٢٩.
(٨) في الأصل خفيت بعض الحروف، ولم يتضح الكلام، ويشبه أن يكون: (زال فيه الإكراه). وهي كذلك في كشاف القناع ٣/ ٢٠٠.
وانظر في المسألة: التنقيح المشبع ١٢٨، الإقناع ٢/ ١٩٨، معونة أولي النهى ٤/ ١٠٨.
(٩) في المطبوع: زيادة: "مَا لَمْ يَتبَايَعَا". ويظهر أنها ساقطة من المتن في الأصل.
(١٠) انظر: المغني ٦/ ١٦، الوجيز ١٧٧، التوضيح ٢/ ٦١٠.
(١١) انظر: المقنع ١٥٩، الشرح الكبير ٤/ ٦٥، الفروع ٦/ ٢١٥.
(١٢) انظر: المغني ٦/ ١٤، الرعاية الصغرى ١/ ٣١٧، الإنصاف ٤/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>