للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرَه بقولِه: (أَوْ بِتَمَامِ) أي: استكمالِ (خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً) (١)؛ لما رواهُ ابنُ عمرَ قال: "عُرِضْتُ على النبيِّ يومَ أُحُدٍ وأنَا ابنُ أربَعَ عشرةَ فلَم يُجِزنِي، وعُرضْتُ عليهِ وأنَا ابنُ خَمسَ عشرةَ سنَةً فَأجَازنِي". متفقٌ عليهِ (٢). وفي روايةِ البيهقِي (٣): "فلَم يُجِزْنِي، وَلم يرَني بلغْتُ" (٤). الثالثُ: ما ذكرَه بقولِه: (أَوْ بِنَبَاتِ شَعْرٍ خَشِنٍ حَوْلَ قُبُلِهِ) (٥)، دونَ نباتِ الشعرِ الزَّغِبِ الضعيفِ (٦)؛ لأنهُ ينبتُ للصغيرِ؛ لأنهُ لما حَكَّم سعدَ بنَ معاذٍ في بنِي قريظَةَ (٧)، فحكمَ بقتلِ مقاتِلِهم، وسبيِ ذرارِيهِم، وأمرَ أن يُكشَفَ عن مُؤتَزَرِهِم، فمَن أنبتَ فهوَ منِ المقاتِلة، ومن لم ينبِتْ فهوَ من الذريةِ. فبلغَ ذلكَ النبيُّ فقالَ: "لَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الله مِنْ فوقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ (٨) ". متفقٌ عليهِ (٩).


(١) انظر: المستوعب ٢/ ٢٧٠، الكافي ٢/ ١٩٣، الفروع ٧/ ٦.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم (٢٦٦٤) ٢/ ٩٤٨، ومسلم في كتاب الإمارة، باب بيان من البلوغ (١٨٦٨) ٣/ ١٤٩٠.
(٣) هو: أبو بكرة أحمد بن الحسين بن علي الخُسْرَوجرِدي الخراساني تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٤) أخرجها البيهقي (١١٦٣٠) ٦/ ٥٥، والدراقطني (٤٠) من كتاب السيَر. وصححها. وكذا صححها ابن حبان ١١/ ٣٠.
(٥) انظر: المقنع ١٨٩، الفروع ٧/ ٦، الروض المربع ٢/ ٢٢٨.
(٦) انظر: المغني ٦/ ٥٩٧، المستوعب ٢/ ٢٧٠، المبدع ٤/ ٣٣٣.
(٧) بنو قريظة: هم أحد قبائل اليهود المشهورة في المدينة. كانت ديارهم في ضواحي المدينة. وكانوا حلفاء الأوس من أهل المدينة، وهم آخر معاقل اليهود التي بقيت في المدينة بعد بني قينقاع وبني النضير، وقد أمر النبي بقتلهم لما نقضوا العهد في غزوة الخندق، وأعانوا الأحزاب عليه. وكان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة. انظر: سيرة ابن هشام ٢٤٠، البداية والنهاية ٤/ ١١٦.
(٨) الأرقِعَةَ جمع رقيع، والأرقعَ والرَّقيع: اسمان للسماء الدنيا، سميت بذلك؛ لأنها مرقُوعةٌ بالنجوم. أو لأن كلَّ سماءٍ رقَعَت التي تليها فكانت كالرُّقعة لها. وأصله من رقعَ الثوب يرقعُه، إذا ألم خرقَه، وواحدتها: رُقْعَة، وجمعها رِقَاع. انظر مادة: (رقع)، المحكم ١/ ١١٧، المصباح المنير ١٩٥، تاج العروس ٢١/ ١١٧.
(٩) تقدم تخريج الحديث في كتاب الجهاد من حديث عائشة. وليس فيه ذكر النظرِ إلى أزُرِهِم لمعرفة من أنبت من غيرِه.
وقد روى ذلك أصحاب السنن من حديثِ عطية القرظي قال: "كُنتُ من سَبي قُريظَةَ، فكَانُوا ينظرُونَ، فمَن أنبَتَ الشعْرَ قُتِلَ، ومَن لمْ يُنبِتْ لم يقتَلْ، فكنْتُ فِيمَن لمَ يقتَلْ". أخرجَه =

<<  <  ج: ص:  >  >>