للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(و) الرابع عشر: (استصحاب ذكر النية (١) إلى آخر الوضوء) (٢).

(و) الخامس عشر: (الإتيان بها) أي: بالنية (عند غسل الكفين) حال ابتداء الوضوء (٣).

(و) السادس عشر: (النطق بها) أي: بالنية (سرًّا) من غير جهر (٤).

(و) السابع عشر: (قول: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"، مع رفع بصره إلى السماء) (٥).

ومن السنن أيضًا بعد الإتيان بالشهادتين قول: "اللَّهُمَّ اجعلني من التوابين،


(١) أي: أن يكون مستحضرًا للنية في جميع الطهارة؛ لتكون أفعاله مقرونة بالنية. ينظر: نيل المآرب ١/ ٦٥، منار السبيل ١/ ٤٣.
(٢) ينظر: المستوعب ١/ ٤٣، الشرح الكبير ١/ ٣١٩، شرح المنتهى ١/ ١٠٤.
(٣) ينظر: الهداية ص ٥٣، التنقيح ص ٥٣، كشاف القناع ١/ ٢٠٤.
(٤) ينظر: غاية المطلب ص ٤١، الإنصاف ١/ ٣٠٧، شرح المنتهى ١/ ١٠٤.
هذا أحد الوجهين، وهو الأولى عند كثير من المتأخرين، وهو المذهب.
والوجه الثاني: أنه لا يستحب التلفظ بالنية، وهو المنصوص عن الإمام أحمد .
ينظر: شرح الزركشي ١/ ٨١، الإنصاف ١/ ٣٠٧، الإقناع ١/ ٣٨.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى ٢/ ٢١٨: "تنازع العلماء: هل يستحب التلفظ بالنية سرًّا أم لا؟
هذا فيه قولان معروفان للفقهاء؛ فقال طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد: يستحب التلفظ بها؛ لكونه أوكد. وقالت طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهما: لا يستحب التلفظ بها؛ لأن ذلك بدعة، لم تنقل عن رسول الله ولا عن أصحابه، ولا أمر النبي أحدًا من أمته أن يتلفظ بالنية، ولا علَّم ذلك أحدًا من المسلمين، ولو كان هذا مشهورًا مشروعًا لم يهمله النبي وأصحابه، مع أن الأمة مبتلاة به كل يوم وليلة. وهذا القول أصح الأقوال".
وقال في الفتاوى الكبرى ١/ ٤٩٥: "التلفظ بالنية نقص في العقل والدين؛ أما في الدين؛ فلأنه بدعة. وأما في العقل؛ فلأن هذا بمنزلة من يريد أكل الطعام، فقال: أنوي بوضع يدي في هذا الإناء أن آخذ منه لقمة، فأضعها في فمي، فأمضغها، ثم أبلعها؛ لأشبع، فهذا حمق وجهل؛ وذلك أن النية تتبع العلم، فمتى علم العبد ما يفعل كان قد نواه ضرورة، فلا يتصور مع وجود العلم به أن لا تحصل نية".
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان ١/ ١٣٦: "النية: هي القصد والعزم على فعل الشيء، ومحلها القلب، لا تعلق لها باللسان أصلًا، ولذلك لم ينقل عن النبي ، ولا عن أصحابه في النية لفظٌ بحال، ولا سمعنا عنهم ذكر ذلك".
(٥) ينظر: الهداية ص ٥٥، الإنصاف ١/ ٣٦٥، شرح المنتهى ١/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>