للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: الروابي الصغار (١) (وبطون الأودية) أي: الأمكنة الـ[ـمنـ]ـخفضة (٢) (ومنابت الشجر) أي: أصولها (٣)؛ لما ورد في "الصحيحين" أنه كان يقول ذلك (٤)، ثم يقرأ: (﴿وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (الآية) [البقرة: ٢٨٦]؛ لأنَّها لائقة بالحال، فاستحب قراءتها، وكذا يفعل إذا (٥) زاد ماء العيون (٦).

ويستحب الدعاء عند نزول الغيث (٧) (وسن قول: مطرنا بفضل الله) تعالى (ورحمته، ويحرم) قول: (مطرنا بنوء) النوء: النجم إذا أمال إلى الغروب (٨)، (كذا) أي: الفلاني. وإضافة المطر إلى غير الله تعالى، اعتقاده كفر إجماعًا. قاله في "الفروع" (٩) (ويباح) قول: مطرنا في نوء كذا) (١٠) أي: في نجم كذا.

تتمة: من رأى سحابًا، أو مهب الريح، سأل الله تعالى خيره، وتعوذ من شره، ولا يسب الريح إذا عصفت؛ للنهي عن سب الريح؛ لأنه من رَوح الله (١١)، بل يقول: اللَّهُمَّ إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به، اللَّهُمَّ اجعلها رحمة، ولا تجعلها عذابًا،


(١) ينظر: الفائق ٣/ ٢٤٣، المطلع ص ١١٣.
(٢) في الأصل: (الخفضة). ينظر: المبدع ٢/ ٢١٢.
(٣) ينظر: المبدع ٢/ ٢١٢.
(٤) من حديث أنس بن مالك . صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء في خطبة الجمعة، رقم (٩٦٨)، ١/ ٣٤٤، ومسلم، كتاب صلاة الاستسقاء، رقم (٨٩٧)، ٢/ ٦١٢.
(٥) هنا لحق لم يتبين منه إلَّا: (غار)، فإن كانت الكلمة (غارت)، فإنها لا تستقيم في هذا الموضع؛ لأن البحث هنا فيما إذا زادت الأمطار والعيون، فيدعى بما ورد. أما إذا غارت مياه العيون، فيستسقى. ينظر: المستوعب ٣/ ٨٩، الإنصاف ٥/ ٤١٠، غاية المنتهى ١/ ٢٥٥.
(٦) ينظر: المستوعب ٣/ ٨٩، الإنصاف ٥/ ٤٣٨، غاية المنتهى ١/ ٢٥٧.
(٧) ينظر: المغني ٣/ ٣٤٧، الإقناع ١/ ٣٢٢، غاية المنتهى ١/ ٢٥٧.
(٨) ينظر: مشارق الأنوار ٢/ ٣١.
(٩) الفروع ٣/ ٢٣٤.
(١٠) ينظر: مختصر ابن تميم ٣/ ٤١، الإنصاف ٥/ ٤٣٩، غاية المنتهى ١/ ٢٥٧.
(١١) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لا تسبوا الريح؛ فإنها من رَوح الله، تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها" رواه أبو داود، في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح، رقم (٥٠٩٧)، ٤/ ٣٢٦، وابن ماجة، في كتاب الأدب، باب النهي عن سب الريح، رقم (٣٧٢٧)، ٢/ ١٢٢٨، وحسنه النووي في الخلاصة ٢/ ٨٨٦، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة رقم (٣٠٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>