للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إدخالًا للسرور عليه، ولا يطل (١) الجلوس عنده (٢). وتكره العيادة وسط النهار. ويعاد المريض بكرةً، وعشيًا؛ لما فيه من تكثير صلاة الملائكة (٣)، وفي رمضان ليلًا (٤)؛ لأنه أرفق بالعائد.

ويستحب للعائد أن يذَّكر المريض بالتوبة؛ لأنَّها واجبة على كلّ حال، ويذكره الوصية، والخروج من المظالم، ويرغبه في ذلك (٥)، ويدعو للمريض بالصلاح، والعافية (٦). ولا بأس بوضع يده عليه، وبِرُقَاه، فيقول: "أذهب البأس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلَّا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا"، ويقول سبع مرات: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك ويعافيك" (٧)

واعلم أن التوبة لا تقبل حال الغرغرة (٨)؛ لقوله : "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" (٩). أي: تبلغ الروح الحلق (١٠). والحكمة في ذلك، قال في الآداب الشرعية: "لأن الروح تكون فارقت القلب، فانقطع القصد والنية" (١١).


(١) كذا في الأصل. والصواب: (ولا يطيل).
(٢) ينظر: الفروع ٣/ ٢٥٣، التنقيح ص ١٢٥، معونة أولي النهى ٣/ ٨.
قال في غاية المنتهى ١/ ٢٥٩: "إلَّا إن أنس به مريض".
(٣) عن علي قال: سمعت رسول الله يقول: "ما من مسلم يعود مسلمًا غدوة إلَّا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلَّا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجَنَّة" رواه أبو داود، في كتاب الجنائز، باب في فضل العيادة على وضوء، رقم (٣٠٩٩)، ٣/ ١٨٥، وقال: "أسند هذا عن علي، عن النبي من غير وجه صحيح"، والترمذي - واللفظ له -، في كتاب الجنائز، باب ما جاء في عيادة المريض، رقم (٩٦٩)، ٣/ ٣٠٠، وقال: "هذا حديث حسن غريب"، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (٥٧٦٧).
(٤) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٨٩، الإنصاف ٦/ ٩، كشاف القناع ٣/ ١٨.
(٥) ينظر: المستوعب ٣/ ٩٥، الإنصاف ٦/ ١٢، كشاف القناع ٤/ ٢٩.
(٦) ينظر: الفروع ٣/ ٢٥٩، الإقناع ١/ ٣٢٨، المنتهى ١/ ١٠٥.
(٧) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٨٩، الإقناع ١/ ٣٢٨، غاية المنتهى ١/ ٢٥٩.
(٨) ينظر: تصحيح الفروع ٧/ ٤٢٩.
(٩) هو من حديث ابن عمر . أخرجه الترمذي، في كتاب الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار، رقم (٣٥٣٧)، ٥/ ٥٤٧، وقال: "هذا حديث حسن غريب"، وابن ماجة، في كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، رقم (٤٢٥٣)، ٢/ ١٤٢٠، وأحمد ٢/ ١٣٢، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي رقم (٢٨٠٢).
(١٠) ينظر: غريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ١٥٢.
(١١) الآداب الشرعية ١/ ١٦٧. بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>