للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تستقر الزكاة إلا بجعل الحبوب والثمار في جَرِين (١)، وهو بمصر والعراق، والآن بمصر يسمى جُرْن، والبَيْدَر بالشرق (٢) والشام، والمِرْبَد بالحجاز، والمِسْطَاح بلغة آخرين (٣)؛ وهو الموضع الذي تجمع (٤) فيه الحب والثمر؛ ليتكامل الجفاف (٥).

قال ابن المنذر: "أجمع أهل العلم على أن الخارص إذا خرص الثمر، ثم أصابته جائحة (٦) قبل الجذاذ، فلا شيء عليه". انتهى (٧).

(فلو خالف) المزكي (وأخرج) الزكاة (رطبًا، لم يجزئه) عن الزكاة (ووقع) ذلك الإخراج (نفلًا) أي: صدقة (٨).

(وسن للإمام، بعث خارص لثمرة النخل والكرم إذا بدا صلاحها) وهو وقت الوجوب؛ لحديث عائشة (٩) (ويكفي) خارص (واحد) (١٠) لخبر عائشة (١١)


(١) ينظر: التذكرة ص ٨٢، الإنصاف ٦/ ٥٣٣، الروض المربع ٤/ ٩٧.
(٢) إن قصد بلاد الشرق فلعل مراده ما كان شرق العراق كخرسان ونحوها، وإلا فالعراق والشام من بلاد الشرق.
والشرق: إِقليم بإشبيلية، وإقليم بباجة، كلاهما بالأندلس، وموضع في جبل طيء. وشرقيون: مدينة بمصر. والشرقية: كورة في جنوب مصر. ينظر: معجم البلدان ٣/ ٣٣٧. ولعل المرادة شرقيون، أو الشرقية. والله أعلم.
(٣) أهل نجد يسمونه (المِسْطَح). ينظر: جمهرة اللغة ١/ ٢٩٧، لسان العرب ٣/ ١٧١، مادة: (ربد). والمِسْطَاح لغة في المِسْطَح. ينظر: تاج العروس ٦/ ٤٧٥، مادة: (سطح).
(٤) كذا في الأصل. والأنسب أن يقال: (يجمع).
(٥) ينظر: المطلع ص ١٣٢.
(٦) الجائحة: الآفة من السماء، بغير جناية آدمي، تهلك الثمار. ينظر: تهذيب اللغة ٥/ ٨٨، مادة: (جوح)، المطلع ص ٢٤٤.
(٧) الإجماع ص ٥٣.
(٨) ينظر: المبدع ٢/ ٣٤٩، الإنصاف ٦/ ٥٣٩، كشاف القناع ٤/ ٤١٤.
(٩) عن عائشة قالت: "كان النبي يبعث عبد الله بن رواحة إلى يهود، فيخرص النخل حين يطيب قبل أن يؤكل منه" رواه أبو داود، في كتاب الزكاة، باب متى يخرص التمر؟ رقم (١٦٠٦)، ٢/ ١١٠، وأحمد ٦/ ١٦٣، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود "الأم" رقم (٢٨٢).
(١٠) ينظر: الفروع ٤/ ٩٨، الإنصاف ٦/ ٥٤٦، معونة أولي النهى ٣/ ٢٢٤.
(١١) المتقدم تخريجه. ففيه بعث ابن رواحة وحده.

<<  <  ج: ص:  >  >>