للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فُرِضَ سنةَ تسعٍ من الهجرةِ عندَ الأكثرِ (١)، قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ﴾ الآية [آل عمران: ٩٧].

[وَهُوَ] أي: الحجُّ [وَاجِبُ مَعَ العُمْرَةِ] على منْ يجبُ عليهِ (٢) [فِيْ العُمْرِ مَرَّة] واحدةً (٣)؛ لحديثِ ابنِ عباس (٤) قال: خطَبنَا رسُولُ الله فقَالَ: "يَا أيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الحجُّ"، فقامَ الأقرَعُ بنُ حَابسٍ (٥) فقالَ: أفي كلِّ عامٍ يا رسُولَ الله؟ فقالَ: "لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا. الحجُّ مَرَّةٌ فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ" (٦) رواهُ أحمد (٧). ووجوبُ العمرةِ؛ لقولِه


= في ذلك: هو إحياء الكعبة بشعيرة الحج كل عام، فإذا لم يقم بذلك من يجب عليه الحج عينًا وجب على غيرهم، بحيث إذا لم يقم به أحد أثِم جميع المسلمين القادرين على الحج. انظر: تحفة الراكع الساجد ١٠٣، الآداب الشرعية (محقق) ٣/ ٥٢٧، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥١١.
(١) انظر: الإنصاف ٣/ ٣٨٧، زاد المعاد ٢/ ٩٦.
(٢) انظر: عمدة الفقه ٣٩، المحرر في الفقه ١/ ٢٣٣، منتهى الإرادات ١/ ١٧٣.
(٣) انظر: المستوعب ١/ ٥٠٩، المغني ٥/ ١٣، الإنصاف ٣/ ٣٨٧.
(٤) هو: أبو العباس، عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم النبي . تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٥) هو: الأقرع بن حابس بن عقال مجاشع التميمي الدارمي. ( … - في زمن عثمان) أحد المؤلفة قلوبهم، شهد هو وعيينة بن حصن مع النبي فتح مكة وحصار الطائف. وشهد مع خالد بن الوليد حرب أهل العراق وفتح الأنبار، وكان شريفًا في الجاهلية والإسلام. انظر: أسد الغابة ١/ ١٢٨، الاستيعاب ١/ ١٠٣، معرفة الصحابة ١/ ٣٠٤، الإصابة ١/ ١٠١.
(٦) أخرجه أحمد في المسند (٢٦٤٢) ٤/ ٣٩٢.
وأخرجه الدارقطني (١٩٦) من كتاب الحج ٢/ ٢٧٨، والبيهقي في السنن (٨٨٧٩) ٤/ ٣٢٦، وصححه الحاكم في المستدرك ١/ ٦٤٣، وابن الملقن في البدر المنير ٨/ ٦. قال الأرناؤوط في تحقيقه للمسند: "رجاله ثقات" المسند ٤/ ٣٩٢.
وهو عند مسلم من حديث أبي هريرة في كتاب الحج في باب فرض الحِج مرة في العمر، (٤١٢) ٢/ ٩٧٥ بدون: "الحَجُّ مَرَّةٌ .. ". وفيه: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإنَّمَا هَلَك مَنْ كَانَ قَبْلَكُم بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيءٍ فَدَعُوهُ".
(٧) هو: الإمام أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني، تقدمت ترجمته في الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>